21‏/11‏/2009

لا أحبكِ.. بل..!!



(1)
عندما أرسلكِ القدر لي رسـولة..

لتزيلي ناطحات السحابِ عن سمائي..
و تمحي آثارَ المدنيـّة عني

و تعيديني إلى زمنِ الجاهليـّة..!!

لتكسري قلمي. و تعلميني فن النقـّش على الجثث..

لأحيي بهِ الأنثى الشرقيـّة المقتـولة..!!

علمتُ أنكِ إمرأةٌ إستثنائيـّة..

و أن الحبِ معكِ إستثنائـّي..
خالٍ من تسلطِ و جبروتِ و كآبة العادة..!!

خالٍ من قدسيـّةِ و غموضِ العبادة..!!

أردتُ أن أؤمن بكِ.. و أكفر..!!!


أردتكِ..
متجددة..!! كقطرة مطر تسقطُ على خطي الإستوائي

فما تلبثُ أن تلامسَ شفتاي حتى تتبخر..!!

أردتكِ..

أبدية..!! كنجمة بين ملايين المصابيح. يطفئون إذا أنقرضت الحضارة
و تبقين أنتِ.. مشتعلةٍ كما أنتِ..!!


و بالفعلِ يا سيدتي.. فقد كنتِ..!!

علمتُ أنكِ إمرأةٌ إستثنائيـّة..
و أن الجنون بكِ إستثنائـّي..
و أن العقلانية.. الطمأنينة.. الإستقلاليـّة في شرعكِ..

على الأكتفِ محمولة..!!


يا سيدتي.. الحياة كلها في شرعكِ على الأكتف
.
.


م ح م و ل ة..!!!

(2)

ليس عبثاً أني أنتظرتُ ألف عام
و لم أقل إلى الآن أني (أحبـكِ)..!!

فقد أردتُ التجـرد..


من جميع الإنتماءات الوهمية التي بداخلنا زرعوها
في المدارس.. في الشوارع.. في المساجد.. في المعابد.. في الكنائس..!!

و نسوا بأنهم بـ(الواقع) لم يسقوها..!!!
أردتُ التجـرد من تخلفِ الروابط..!!


فقد أردتُ التمـرد..
على أجهزةِ الإستخبارات المخلوقة في مـدينتي..

على خلايا التنصت المزروعة في دمي..
على قصائدي القومية التي لم يخطها قـلمي..!!

على خطبي الحماسية التي لم يتحرك بها فـمي..!!!
أردتُ التمـرد على جهلِ القبيلة.. على ضياع المدينة.. على ديكاتورية الضوابط..!!


و قد فعلتْ..!!!

أردتُ أن أقود عملياتِ الإرهابِ و الإغتيالات

على ضـُعفِ البشر بداخلي..
على جـُرأةِ الشيطان بداخلي..

على مـخملية الملائكة بداخلي..

و قد قتلتْ..!!!


فعندما أقول (أحبـكِ)..!!
أريدُ التمـيز معكِ.. التفـرد بكِ..

التغلغلَ.. التعمقَ.. الإنصهارَ داخلكِ..!!
أن يكونَ إنتمائـي فقط لكِ..!!!


(3)
أردتُ عندما أقول (أحبـكِ)..!!

أن أنفي المـُـسلماتْ..
أن أُعيدَ إثبات كلِ النــظرياتْ..


أن أجعلَ من جسدكِ مركزاً للكون
و أن أنثرَ داخلَ عينيكِ النـجماتْ..

و أُشعل على شفتيكِ أبشعَ المـلحماتْ..

أن أعينكِ قديسةً أبديةً في الحب

و أنصبكِ على النساء ملكة المـلكاتْ..
لتزوركِ و تتبرك بكِ كلُ العـاشقاتْ..!!


و أن أبني في قلبكِ لي ضـريح..
و أوشـوشـكِ يا قاتلتي بنقاط ضعفي..

و أعلمكِ كيف يُـمسك المشرط
و أعلمكِ من أينَ تبدأين التشـريح..!!


فأنا رجلٌ لا أرضى معكِ بالإحتمالاتْ..


و أنا رجلٌ عاشـقٌ أيضاً بعد الممـاتْ..!!!

أريدُ أن أثبتَ بأن كروية الأرض

ما هي إلا لإستمرارية الوجود..
لتشتعلَ غيرةً منكِ الشمس..
و تبحر إلى أذنيكِ المراكبْ..

و تتوالى على شعركِ الفصول..
و تلتفُ حول خصركِ الكواكبْ..!!


أريدُ أن أثبتَ بأن الجاذبية
ما هي إلا لتنهمري على جسدي..

فلا تبقِ و لا تذرِ..!!
لتنـتشري بداخلي كالعطر

تزيلي تجاعيد الزمن..
تزيلي مقبرةَ الحزنِ..!!

لتنحدري على ذاكرتي كالشلال
تنسيني مشقةَ السفرِ..

تنسيني وحدةَ العمرِ..
لتقطعي كالسيف عن المرايا

صمتَ الضجرِ..
لتقطعي عن الزوايا

شـِباك العناكـبْ..!!

أريدُ أن أثبت بأنه معكِ

إنتهى في جسدِ الأنثى زمن التنـازلاتْ..
و أنكِ خلاصةُ المعـجزاتْ..!!


أريدُ أن أكون آخر رضيعٍ ينطـِق في المهـدْ..
و أن أجعل طيور الكون تشيّد وطني

فوق هذا النهـدْ..
و أن أعيدَ رسمكِ..نحتكِ..

أن أعيدَ بعثكِ..
و ألهث باحثاً عن كل خليةٍ في جسدكِ..

و تقولين بكل براءةٍ تشبّـعت بخبثِ النسـاء..:
ترى يا حبيبي هل أعياكَ الجهـدْ..؟!!


ما أردتكِ طاهرة.. بل أردتكِ ذنباً أُجر عليه..
ما أردتكِ حقيقة.. بل أردتكِ أعظمَ كذبةٍ أؤمن بها

أستلـذُ و أنا أصدقها..!!
أردتكِ محيطاً لا يعرف إلا المـدْ..!!


و قد كنتِ.. فكنتْ..!!!

يا إمراةً نزلتْ في زمن الرسالاتْ..

يا إمراةً تكونتْ من خمرٍ و ذكرِ و كثيرٍ من خرافـاتْ..!!!

(4)

أردتُ أن أقول (أحبـكِ)..!!

و ما فعلتْ..!!!


ففي حضرتك.. تنتحرُ الكلمـاتْ..
ففي حضرتك.. أحتقرُ اللغـاتْ..

أحتقرُ الخيالَ و العلمَ و الحضـاراتْ..!!!

و أعترفتْ..

بأننا ما آوتينا من الإناثِ إلا القليـلْ..!!
و أعترفتْ..

بأن نصيبَ البشرية جمعاء من الجمالِ هو الذيـّلْ..!!!

فمعكِ.. تذوب القصيـدة..

ترجف الورقة..
يجف القلم..

يتلعثم رئيس التحرير
و الصحفي..

و ينتحر القارئ..
و يطلق الصمت تنهيـدة..!!


فمعكِ.. لا مجال.. لا قرار..
لا مقال..!!


و معكِ.. يتوقفُ إصدار الجريـدة..
لتبدأ كل صباحٍ رحلةً إنتـحاريةً جديـدة..


فأعذريني يا سيدتي..
أ فهمتي..؟!!


فأنا الجريـدة..
أنا ا ل ج ر ي د ة..

أنا
.

.
.

ا ل ج ر ي د ة..!!!

هناك 4 تعليقات:

J u d e ! يقول...

تــألقــت! فِي نَسج الحُروف .. !

وتألقــتَ فِي العَزف عَلى قيثـارَةِ الإبداع , ..


أنــَا هُنـا لأسجـل اسمـِي فِي صفحَة المُعجبين بِنَثرك .. ,

=)

بــوحُك غَير عـَادِي!

الجرح علمني يقول...

حبكَ الذي كتب هنا ..
كفيل بسقاية محابر العاشقين
كفيل بأن يسد رمق اللهفة التي فينا
كفيل بدعوتنا لقرائتك ألف..

تمرغت بالجمال هنا يا أستاذ....

Mohammed Alharazi يقول...

jays..

حقا و صدقا مرورك شرفني جدا..
و مازاد في رونق كلماتي إلا مروركِ هذا إن كانت تملك رونقا قبلكِ..

شكرا جزيلا لكِ..
كوني دوما هنا كلما إستطعتِ..

Mohammed Alharazi يقول...

الجرح علمني..

يا صديقة القلم..
كم إشتاقت لكِ الكلمات..
كم هي عقيمة اللغة في غيابك و عقيمة عند شكر حضوركِ..

شكرا لكِ..
كوني دوما بجوار قلمي..